‏إظهار الرسائل ذات التسميات اشرح يا عارف. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اشرح يا عارف. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 3 يونيو 2025

#اشرح_ياعارف | الحلقة العشرون

#اشرح_ياعارف | الحلقة العشرون

سيدي علي وفا

 


 ●●يقول الشيخ العارف بالله تعالى سيدي علي وفا الشاذلي المالكي رحمه الله : 
  ❞ ... أَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ قَبُولَ السُّؤَالِ يَا مَنْ لَمْ يَزَلْ يُعْطِي السُّؤَالَ بِمَنْ خَصَّصْتَهُ فِي الْأَزَلِ، بِمَرَاتِبِ التَّكْمِيلِ بَعْدَ الْكَمَالِ حَائِزِ الْفَضِيلَةِ وَصَاحِبِ الْوَسِيلَةِ، فَاتِحِ خَزَائِنِ الْأَسْرَارِ، وَخَاتِمِ دَوْرَاتِ الْأَنْوَارِ، رَوْنَقِ كُلِّ إِشَارَةٍ لَطِيفَةٍ، يُشِيرُ إِلَى كَمَالِ الْمَعَانِي الْمُنِيفَةِ بِالْإِشَارَاتِ الْعِرْفَانِيَّةِ، فِي الْحَضَرَاتِ الرَّبَّانِيَّةِ ذِي الْجَنَابِ الرَّفِيعِ سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ الشَّفِيعِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلَاةَ أُنْس جَمَاله فِي مَقَامَاتِ كَمَالِهِ، وَ سَلِّمْ عَلَيْهِ وَ عَلَى الْآلِ وَالْأَصْحَابِ سَلَامَ الْمُحِبِّ عَلَى الْأَحْبَابِ، وَ سَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.  ❝ اهـ  
  ■■ الشرح :
   🌿 هذا النصّ من أوراد العارف بالله سيدي علي وفا الشاذلي المالكي رحمه الله، هو قطعة نفيسة من أنفاس شيخ سالك عارف، محمّلة بالإشارات الذوقية والمقامات النورانية، والتوسلات الفاخرة التي تُلامس سرّ القرب، وتخترق الحجب إلى مقام الجمع.
 🟨 الشق الأول: الدعاء بالقبول في عالم السؤال
> "اللهم إنا نسألك قبول السؤال"
❖ هذا توسل بلطيف الحقيقة، لا لمجرد السؤال، بل بـ قبول السؤال نفسه؛ أي أن يجعل الله للسائل نصيبًا من حضرة القبول، فليست كل الأسئلة مقبولة، ولا كل طلب مشروع، وإنما السؤال الذي وافق مراتب الإذن الإلهي و جرى على لسان عبد مأذون في الحضرة، ذاك هو السؤال القابل لأن يُقبل.
➤ كأن الشيخ يقول: “يا رب، اجعل لنا مقام السائلين المقربين، لا فقط مقام السائلين الطامعين”.
🟨  الشق الثاني: بِنية الأزليّة والتكميل النبوي
> "يا من لم يزل يعطي السؤال بمن خصصته في الأزل، بمراتب التكميل بعد الكمال"
❖ هنا انتقال من مقام الطلب إلى مقام المعرفة بالأسماء والصفات .
 فالله "يعطي السؤال" : أي هو الذي يمنح حتى القدرة على السؤال، ويعطيه بمعناه ، لا بمجرد لفظه.
 يعطيه "بمن خصصته في الأزل" : أي أن المسألة متعلقة بسرّ الاصطفاء الأزلي، فثمة نفوس خُصَّت منذ الأزل بهذا المقام، و هم أهل القرب، وعلى رأسهم النبي ﷺ .
> "بمراتب التكميل بعد الكمال" .
> ❖ الكمال هنا هو كمال النبوة، أما "التكميل" فهو الإمداد النورانيّ المستمر الذي يتنزل على النبي صلى الله عليه وسلم في كل آن، لأنه "فاتح لما أغلق" ، و"دائم الترقي" في حضرات الكمالات.
➤ هذا من دقائق "الفَناء في الرسول" عند الشاذلية، حيث لا يُنظر إليه فقط كمُبلّغ، بل كـ باب دائم الفتح للتكميل النوراني لكل سالك.
 🟨 الشق الثالث: تعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم من خلال إشارات جامعة بارعة
> "حائز الفضيلة و صاحب الوسيلة، فاتح خزائن الأسرار، وخاتم دورات الأنوار"
❖ هذا التعريف من أرفع مراتب التوحيد النبوي، إذ يُعرف النبي لا بالصفات البشرية فحسب، بل من جهة ما وهبه الله من تجلياتٍ فيه .
الفضيلة و الوسيلة : الإشارة إلى الآية: ﴿وابتغوا إليه الوسيلة﴾، والحديث: "الوسيلة درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد… و أرجو أن أكون أنا هو".
فاتح خزائن الأسرار : أي أنه مفتاح المعاني الغيبية.
خاتم دورات الأنوار : أي أن جميع تجليات الأنوار الإلهية في الكون تُختم به، فهو جامعها، كما هو خاتم النبيين.
  الفضيلة: هي مقام الشهود الذاتي، حيث يفضُل محمدٌ كلَّ الخلق لأنه مظهر الاسم الأعظم.
الوسيلة: هي مقام الشفاعة، حيث يتوسط بين الخلق و  الحضرة الإلهية .
 🟨 الشق الرابع: لسان الإشارة العرفانية في الحضرات الربانية
> "رونق كل إشارة لطيفة، يشير إلى كمال المعاني المنيفة بالإشارات العرفانية، في الحضرات الربانية"
❖ هنا نرتقي إلى مقام الشهود الخالص ، حيث يتم تعريف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مرآة المعاني العليا ، و أن كل إشارة عرفانية راقية في حضرات الذكر والمكاشفة، لا تصدر إلا من فيض نوره.
"رونق كل إشارة" : أي أن كل معنى شفيف يدور في فلك الشهود العرفاني هو مجرد ظلّ من ظلال نوره صلى الله عليه وسلم.
"في الحضرات الربانية" : أي تلك التي تُرى فيها الأشياء بالله، لا بنفسها، وتُشاهد بالحق، لا بالخلق.
🟨 الشق الخامس: الدعاء بالصلاة المحمدية الشهودية 
> "اللهم صلّ عليه صلاة أنس جماله في مقامات كماله"
❖ هنا نصل إلى قمة المقام: صلاة ذاتية، فيها سلوك القلب في جمال النبي صلى الله عليه و سلم.
"صلاة أنس": أي صلاة لا تقوم على الخوف أو الرجاء فقط ، بل على الأنس بالله و بنبيه ﷺ .
"جماله في مقامات كماله" : هذه صيغة تشي بأن كل مقام له جمال، و كل جمال له مقام، و كل مقام نور، و كل نور مفتاح. فالصلاة هنا ليست بصيغة واحدة، بل مقامات متعددة من الجمال.
 🟨 الختام: سلام الحبيب، و تسليم المحبين
>"وسلّم عليه وعلى الآل والأصحاب سلام المحب على الأحباب"
 ليس سلامًا رسميًا، بل "سلام المحب على الأحباب" ؛ أي المشتاق على محبوبه، العارف على من عرفه.
ثم الختام بـ:  "و سلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين" ، هو ختام قرءاني، يعود بك إلى المقام الجامع : الكل لله و إليه .
هذه التوسلة النورانية من سيدي علي وفا تحمل لسانًا:
ربانيًا في التسليم لله.
نوريًا في التعريف بالنبي ﷺ .
شهوديًا في مقامات الجمال.
عرفانيًا في تجليات الإشارة.
جبروتيًا في مناجاة الفضل الأزلي.
إنها صلاة و سؤال، و لكنها في لوح السالك ، تُتلى لتفتّح خزائن السرّ ، و تُذوق لتؤهل القلب للمقام العلي.
   حينما تصل إلى مقام الفناء، لا ترى لسؤالك أصالة، بل ترى أن السؤال نفسه هو وارد من الحق عليك، وأنك مجرد تجويف سُمح له بالنطق، و لهذا فأول الأدب أن تقول :
"اللهم اجعل هذا السؤال مقبولًا، لأنه منك، إليك، بك، لا مني."
  إن سيدي عليًّا وفا ، وليّكَ الكبير، و سيد مقامات التلذّذ بالحقيقة المحمدية، ما نطق بهذه المناجاة إلا وهو في مقام السؤال الفاني، حيث لا يرى السائل نفسه أهلًا للسؤال، بل يرى أن السؤال نفسه إنما أودِع فيه قديمًا في عالم الذرّ، ومضى القدر ليُخرِجه في حضرة الآن، فكان سؤاله من عطاء، وعطاؤه من محبة، ومحبتُه من اصطفاء، واصطفاؤه من قبضتك النورية .
     ✍️ من كتاب (اشرح يا عارف) ، للأستاذ س محمد مرتضى | 2025  ( قيد التأليف) .


الجمعة، 18 أبريل 2025

#اشرح_ياعارف | الحلقة الثالثة عشر

 #اشرح_ياعارف | الحلقة الثالثة عشر

    ●●  يقول سيدي العارف بالله تعالى القطب سيدي محمد وفا الشاذلي المالكي رحمه الله :

اللهم بك توسلتُ و منكَ سألتُ و فيك لا في شيء سواك رغبت لا أسأل منك سواك و لا أطلب منك إلا إياك .

اللهم وأتوسل إليك في قبول ذلك بالوسيلة العظمى والفضيلة الكبرى سيدنا محمدا المصطفى و الصفيّ المرتضى و النبي المجتبى و به أسألك أن تصلي عليه صلاة أبدية ديمومية قيومية إلهية ربانية بحيث يشهد لي ذلك في عين كماله بشهادة معارف ذاته و على آله و صحبه كذلك فإنك ولي ذلك ، و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ❝ انتهى

●●● ما أروع هذا الدعاء النوراني الذي انفجر من قلبٍ ذاق الفناء في الله، وتحقق بمقام التوسل الذاتي، مقام السلوك الذي لا يرى فيه السالك سوى الله، و لا يطلب فيه إلا الله، و لا يتوسل إلا بالله… إنه دعاء يقطر شهداً من التوحيد الخالص ، و يشفّ عن عوالم من الأسرار التي لا تُنال إلا بذوق المحبة، وتحقق السير إلى "عين الجمع".

■■ الشرح :

أوّلاً: التوسل الذاتي لا الخارجي

"اللهم بك توسلتُ ومنك سألتُ و فيك لا في شيء سواك رغبت"

كلمة اللهم معناها: يا الله بكل أسمائه ، لكنها بصيغة تجمع النداء والدعاء في آنٍ واحد، فهي ليست فقط طلبًا بل نداءً وجوديًا، استدعاءً لحضور الحضرة الإلهية في القلب، فهي مفتاح الدخول، إشارة الاستئذان، وتعني أن العبد قد خلع نعليه، ودخل بقدمي قلبه إلى باب القدس.

هنا ينتفي أي توسّل بالمخلوقات أو بالأعمال أو حتى بالمقامات. التوسل بالله إلى الله، هو غاية التوحيد الشهودي. فـ"بك" ليست مجرد أداة، بل مقام: أن يصير الله هو الوسيلة، لا "وسيلة إلى الله". وهذا ليس فقط مقام معرفة، بل مقام ذوق وفناء، حيث يغدو الفعل السلوكي العروجي ذاته فعلًا إلهيًا من حيث النور.

السؤال ليس طلبًا استباقيًا، بل إذنٌ بالدخول في مقام العطاء. حين يقول سيدي "و منك سألت"، فهو لا يعبر عن حاجة، بل يكشف عن مصدر كل حاجة.أي لم أسأل من نفسي، ولا من غيرك، بل منك أنت خرج سؤالي وإليك توجه، وكأن الشيخ يقول: "أنت من أذِن لي بالسؤال، وأنت من أجاب قبل أن أسأل"، و هو توكيد على مصدرية الإرادة الإلهية حتى في الطلب، فالسؤال بحد ذاته فعلٌ رباني في العبد، لا من العبد.

لا يسأل من الله إلا من أدرك أنه هو السائل، وأن الله هو الذي أذن له بأن يسأل.

السؤال فعل من الله في العبد، و ليس من العبد في الله.

و فيك لا في شيء سواك رغبت :

هنا قمة التخلية: رغبة كاملة في الله، و نفي تام للرغبة فيما سواه. فالرغبة في سواه تقيد، أما الرغبة فيه فهي تحرر. هذه العبارة تعني انتقال القلب من حبّ النعمة إلى حبّ المُنعِم، ومن التعلق بالخَلق إلى التعلق بالحق.

تطبيق سلوكي: افحص رغباتك، فإن وجدت فيها طلبًا لشيء دون الله، فطهرها.

تمرين مراقبة: ما الذي ترغب فيه حقًا؟

كلما خطرت لك رغبة، اسأل: هل هي "سواك"؟ فإن كانت كذلك، فارجع إلى "و فيك".

ثانيًا: تفكيك شهوة الطلب

"لا أسأل منك سواك، ولا أطلب منك إلا إياك"

هذه العبارة وحدها لسيدي محمد وفا تُعادل مجلدات في التزكية والتحقيق.

العارف هنا يُعلن خلع رغباته كلها، فلا كرامة تُلتمس، و لا مقام يُطمع فيه… فقط "إياك".

وليس المقصود مجرد المعنى النظري، بل تحقق حالٍ ومقام يتجلى فيه المعنى الإلهي بوصفه غاية الوعي والكينونة، أي أن كل ما عداه حجاب.

الطلب إذًا لا يعبّر عن حاجة نفسية، بل عن توق للإخلاص . وهذا التوق، حين يتحقق، يصيّر ذات العبد مرآةً للمطلوب.

ولا أطلب منك إلا إياك :

الطلب هنا أعلى من السؤال، لأن السؤال قد يكون بلسان الحال، لكن الطلب فعل توجه كامل. والشيخ يُنهي كل طلبات النفس، و يختصرها في: "أريدك أنت"، فإن حصل الله، فكل شيء دونه هين : إلهي أنت مقصودي و رضاك مطلوبي .

ثالثًا: الصلاة الكونية النورانية على النبي

"و به أسألك أن تصلي عليه صلاة أبدية ديمومية قيومية إلهية ربانية"

الصلاة هنا لا تُطلب بصيغتها الظاهرة، بل بصيغة الفيض النوراني الوجودي. "صلاة أبدية ديمومية قيومية" هي صلاة تتجاوز الزمن، وتتجاوز الحركة، وتتجاوز القول.

هي صلاة الكينونة، صلاة يتجلّى فيها الله على نبيه في مقامه الأكمل، وهي الصلاة التي يُطلب أن يُشهد بها السالك.

و به أسألك :

أي بالنبي ﷺ نفسه و بنوره و بحقيقته أسأل، و ليس بجاهه فقط، بل بما هو فيك، و ما هو منك، فهو المرآة التي لا تنفصل عن نورك. و هذا هو التوسل الكامل الحقّ، لا بذاته المجردة، بل بحقيقته السارية.

أن تصلي عليه :

أي تطهره من كل ما لا يليق به، وتزيده قربًا فوق قرب، وتعلي قدره أبديًا، لكن المقصود بالصلاة الإلهية هنا: الفيض النوري المستمر من الله عليه، لا مجرد صلاة لفظية.

اللهم وأتوسل إليك في قبول ذلك :

أي يا الله، أتوسل إليك أن تقبل هذا الدعاء والتوجه والتوسل السابق. فليس فقط أن أتوسل بك، بل أسألك أن تقبل هذا التوسل. إنه توسل بالتوسل، وسؤال لقبول السؤال، أي التذلل المطلق والافتقار الكامل.

وهذا يعيدنا لمفهوم الصلاة كفعل تجلٍّ ذاتي إلهي، لا مجرد عبادة لسانية. ومن هنا نفهم لماذا قال سيدي :

"بحيث يشهد لي ذلك في عين كماله بشهادة معارف ذاته"

السالك لا يكتفي بأن يصلي، بل أن يشهد الصلاة في كمال النبي، بكمال الله، عبر معارف الذات الإلهية. وهذه ذروة التحقق، وغاية الغايات.

صلاة أبدية ديمومية قيومية إلهية ربانية

هذه صفات مخصوصة للصلاة:

أبدية: لا نهاية لها.

ديمومية: لا انقطاع لها.

قيومية: قائمة بالله، لا بفعل العبد.

إلهية: من صفات الله ونوره.

ربانية: تربية نورانية في أسرار الذات.

وهذا يعني أن الشيخ يطلب صلاةً ليست من البشر، بل من الله على نبيه، بأكمل صورها، حتى تكون تلك الصلاة ذات أثر في العبد نفسه.

أن يكون تواصلك مع النبي ﷺ تواصلاً معرفيًا نوريًا لا مجرد شفاعة أو جاه.

من شهود الكمال إلى شهود الجماعة النورانية: "وعلى آله وصحبه كذلك"

هنا تتسع الرؤية الشهودية، وتتحول من الفرد إلى الجماعة. فكل من شارك النبي ﷺ في القرب صار محلاً للشهود، و صار حضوره نورًا. وهذه النقلة تشير إلى أن الشهود لا يكتمل حتى يُرى في الآل والصحب أيضًا وجه الله و وجه نبيهﷺ .

❹ مرتبة "الوسيلة العظمى": الذات الجامعة لجميع المراتب

هذه هي الذروة التي نصّ عليها سيدي محمد وفا. هنا لا يكون النبي ﷺ واسطة فقط، بل هو المقام نفسه. الوسيلة العظمى ليست واسطة توصلك إلى الله، بل هي صورة تجلّي الله إليك.

النبي ﷺ هنا ليس فقط دليلك على الله، بل هو شهودك لله. فهو الوجه الذي تواجه به الحضرة، إذا أردت أن ترى الله، رأيته في عين الكمال المحمدي.

في هذه المرتبة، يصبح النبي ﷺ هوية الاسم الأعظم، و صورته في الوجود. وهذا هو جوهر قوله ﷺ:

«من رآني فقد رأى الحق»

مرتبة "الرجوع إليه وحده": فانٍ في الوسيلة، باقي بالاسم الأعظم

المرتبة الأخيرة هي التوحيد الذي يعود من الشهود إلى الله. أي أن الوسيلة لا تصبح غاية في ذاتها، بل محوًا في وجه الله. وهنا يتحقق العارف بأن النبي ﷺ هو الوسيلة لأنه فانٍ في الله، فهو لا يتكلم من نفسه، ولا يعمل لنفسه، بل هو محو في الإرادة الإلهية.

هذه المرتبة تجعل من الوسيلة بابًا للرجوع، لا بابًا للبقاء عند الصورة، أي أنك ترى الله من خلال عينيهﷺ : الرجوع إليه وحده – فناء الوسيلة في المسمّى . في هذه الحالة، تكون الوسيلة تذكيرًا للعبد بأن الطريق إلى الله لا يتوقف عند العبادة الخارجية، بل يرتبط بالكمال الداخلي الذي يتحقق بمواكبة النمو السلوكي على سيرة النبي ﷺ.

رابعًا: كمال التوسل و ختمه بكنه العبودية

"فإنك ولي ذلك، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم"

العبارة الأخيرة ليست فقط ختمًا تقليديًا، بل هي رجوع ذوقي إلى مقام العبودية الخالصة، بعد أن حلق الدعاء في سماوات التوحيد والكمال المحمدي.

"فإنك ولي ذلك" أي: أنت وحدك القادر على هذا، لا لساني ولا قوتي.

"و لا حول و لا قوة" هي اعتراف بالفناء والتحقق في التصريف الإلهي المحض.

الختام ليس ختامًا، بل بداية جديدة. إنها شهادة خروج العبد من حوله إلى حول الله.

المقام:

العارف إذا قال "لا حول و لا قوة"، فهو لا يُنكر الحول، بل يشهد تحويله.

لا قوة ذاتية بعد الذوق الكامل.:

هذه الجملة هي نفي للـ"ego" الكانطي، و إثبات للـ"أنا المحالة إلى الأصل".

تشبه التحول الجوهري الذي يمر به الوعي في تجربة الكشف.


✧ تطبيقات في السلوك

إذا أردنا تفعيل هذا الدعاء في سلوكنا العملي ، يمكننا استخلاص الخلوات والتطبيقات التالية:


خلوة التوسل بالله إلى الله:

تجلس وحدك وتكرر:

"اللهم بك توسلت، و منك سألت، و فيك رغبت"

وتُفرّغ قلبك من كل الوسائط، حتى تذوق أنك في حضرة الله لا في أي شيء سواه.


ذِكر الطلب الخالص:

تردد:

"لا أسأل منك سواك، لا أطلب إلا إياك"

حتى تحترق فيك بقايا الرغبات، ويصير طلبك طلبًا خالصا من الحق سبحانه .


خلوة "إخلاء الأفعال": راقب كل فعل… و ارجع به إلى الله.

سجّل كل موقف شعرت فيه بـ"حول" زائف.


》》واردات إلهية للسالكين :

... بحيث يشهد لي ذلك في عين كماله، بشهادة معارف ذاته، فكما أنه مرآتك الكلية، فاجعلني مرآة جزئية له، كما هو كامل فيك فاشهدني في كماله، لا كوني أنا كاملاً، بل لأنك تشهد فيّ أثره في السُنّة ، و تكشف فيّ نوره في السيرة ، وتؤكد صدقه، فاجعل شهادتك لي في كماله مقامًا لا ينفصل عن حقيقتي ، بل هو تجلٍّ له، فكما يشهد الحبيب لحبيبه في حقيقته، اجعل مقام الشهادة هنا إشهادًا و ولاية ، يشهد فيه النبي ﷺ لي ، و تشهد فيه الذات لعبدها، عبر وجه النبي، وعبر نور معارف ذاته، واجعلني ممن ذابوا في الحقيقة المحمدية حتى صارت شهادتك لي هي شهادتك له، ومعارفك له هي معارفي بك، لا من حيث العلم، بل من حيث الذوق، لا من حيث المفهوم، بل من حيث الكشف.

وعلى آله وصحبه كذلك، فإنك ولي ذلك، فالآل هم الامتداد، والصحب هم الصحبة، فلا كمال إلا بك، ولا ولاية إلا لك، فأنت الولي الحقيقي، أنت من توليت خلقي، وتوليت رزقي، وتوليت دعوتي، وتوليت خطاي إليك، وأنت من تولى شأني حين غفلت، وأنت من قربني حين بعدت، وأنت من ألهمني الدعاء، وأنت من فتح لي أبواب الرجاء، فما توسلت إلا بك، وما سألت إلا منك، وما رغبت إلا فيك، وما طلبت إلا إياك، وما استعنت إلا على نورك، وما شهدت إلا من عين نبيك، وما خضعت إلا لمقامك، وما نزلتُ إلا على بابك، فإنك ولي كل ذلك، فإن توليتني فلا خوف، وإن خذلتني فلا نجاة، فلا تجعلني لغيرك، ولا تكلني إلى نفسي، ولا إلى من سواك، واغمرني بولايتك التي لا تتغير ولا تزول، واغمر قلبي بأنوار سرك الذي لا يطفأ.


و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فأنا لا أملك حولًا، ولا أملك قوة، ولا أملك شيئًا، وما ظننته مني لم يكن إلا منك، وما حسبته قوتي لم يكن إلا قدرتك، وما ظننته حولي كان حيلتك، وإن كنت أعيش، فلأنك الحي، وإن كنت أريد، فلأنك تريد، وإن كنت أعرف، فلأنك عرفتني، وإن كنت أدعو، فلأنك دعوتني، فكيف يكون لي حول وأنت المحيط؟ وكيف يكون لي قوة وأنت القوي؟ هذا ختام الفناء، ختام التجريد، ختام السلوك الذي انمحى فيه العبد حتى لم يبق منه إلا شهود الله، ولم تبق حركته إلا من الله، ولم تبق رغبته إلا في الله، ولم يبق صوت دعائه إلا ما أذِن به مولاه، فينطق به على لسانه، فالدعاء دعاؤك، والتوسل توجّهك، والرغبة رغبتك، والطلب طلبك، والوسيلة وسيلتك، والشفاعة إشهادك، والصلاة صلاتك، والشهادة شهادتك، والولاية ولايتك، والقوة قوتك، والحول حولك، فكل شيء منك وإليك، فسبحانك ما أعظمك. 

      ● كتاب ( اشرح يا عارف )  للأستاذ س محمد مرتضى 2025

الأربعاء، 5 فبراير 2025

#اشرح_ياعارف | الحلقة الثالثة

 #اشرح_ياعارف | الحلقة الثالثة

   ●● النص من كتاب [الأزل]  للشيخ القطب سيدي محمد وفا ، يتحدث عن حضرة تهم السالكين و السالكات مع شيوخ التربية و هي "حضرة حق اليقين" كما وصفها باعتبارها المثل الأعلى الذي لا ينازعه أحد و لا يقاومه المثل. وهذا يشير إلى مفهوم اليقين كحالة من المعرفة العليا التي لا تتأثر بالمفاهيم الجزئية أو المتغيرة.

التقسيم الثلاثي لليقين في النص:
في النفوس بحكم الغيب المجرد: أي أن الحق متجذر في القلوب والوجدان بحكم الإيمان الغيبي، وهو جانب يرتبط بالتجربة الروحية الشخصية.
في العقول بحكم العلم المتوهم: إشارة إلى المعرفة العقلية المحدودة التي تعتمد على التصورات الذهنية، لكنها تبقى قاصرة مقارنة باليقين الحق.
في العوالم الخارجية بحكم الافتقار إلى ما لا يقدر عليه غيره: أي أن الحق يظهر في العالم الخارجي من خلال الحاجات والفقر الذاتي للخلق تجاه القوة المطلقة.
ثم يوضح النص أن تسليك اليقين واجب، وتعيينه لا يصح لمن كانت نفسه أسيرة للبيئات السفلية والعوائد الرديئة والمسموعات المتوهمة النظرية، مما يعني أن الوصول إلى هذه المرتبة من المعرفة يتطلب  تسليك النفس وانفصالها عن المؤثرات السلبية والعادات المدمرة.
   التوضيح بمثال:
لو افترضنا أن هناك نورًا ساطعًا لا يمكن حجبه بأي ظل، فإن هذا النور يشبه "حضرة حق اليقين" التي لا يستطيع أي شيء أن يطمسها أو ينفيها.
    ■■ الشرح :
في التربية والتزكية النفسية
  نجد أن الشيخ يشير إلى أن اليقين الحق لا يمكن أن يُنزع من القلب إلا من خلال المؤثرات الدنيئة السلبية، وهذا يظهر في واقع الناس اليوم الذين ينشغلون بالأهواء فينقصهم اليقين بالله.
يمكننا تطبيق هذا المفهوم في حياتنا من خلال التأمل في تجارب الحياة، واليقين بأن الأمور تجري وفق مشيئة الله، مما يعطينا السكينة والاطمئنان.
مثال واقعي: الشخص الذي يمر بأزمة مالية كبيرة، إذا كان متصلًا بحضرة اليقين، فلن ينهار نفسيًا، بل سيرى أن الرزق بيد الله ويتصرف بحكمة دون يأس.
في العلم والتعليم :
أشار الشيخ إلى أن العلم النظري قد يكون متوهمًا، بمعنى أنه محدود بالمفاهيم البشرية. هذا يعكس حقيقة أننا أحيانًا نعتبر بعض العلوم أو النظريات حقائق مطلقة، لكنها في النهاية تظل اجتهادات بشرية.
التطبيق هنا يتمثل في أهمية الجمع بين العلم العقلي والعلم القلبي (الذوقي)، فالإنسان لا بد أن يكون لديه أساس معرفي قوي، لكنه لا يجب أن ينغلق داخل إطار النظريات فقط دون سلوك .
مثال: عالم فيزيائي قد يصل إلى قناعة بوجود نظام دقيق في الكون، لكنه إذا افتقر إلى البعد الروحي فقد يظل يتساءل بلا يقين عن سبب هذا النظام.
في العمل والمجتمع :
المفاهيم التي ذكرها الشيخ تنعكس في حياتنا اليومية من خلال الصدق في المعاملات، واليقين بأن الرزق مجلوب ، والعمل بتفانٍ دون خوف من المستقبل.
التطبيق: رجل أعمال يمر بضائقة مالية لكنه يتمسك بيقينه بالله، فيستمر في العمل بحكمة دون تلاعب أو احتيال، ويصبر حتى يأتيه الفرج.
ثالثًا: ربط النص بدور شيخ التربية في تسليك المريدين
شيخ التربية في التصوف دوره الأساسي هو نقل المريد من العلم النظري إلى اليقين الحق، وهو بالضبط ما يتحدث عنه الشيخ سيدي محمد وفا في نصه.
التصفية والتزكية
دور الشيخ هو تخليص المريد من المؤثرات الدنيئة السفلية التي تمنعه من الوصول إلى حضرة اليقين، مثل الشهوات والعادات الرديئة.
يطبق ذلك من خلال المجاهدات الروحية، كالذكر، والخلوة، والمراقبة، حتى يصبح قلب المريد مشعًا بنور الحق.
التوجيه إلى الفهم الصحيح لليقين
بعض الناس يخلطون بين العلم الظاهري واليقين الحق، فيظنون أن المعرفة العقلية كافية. لكن شيخنا يوجههم إلى أن اليقين يحتاج إلى تجربة سلوكية عملية، و ليس فقط قراءة الكتب.
الشيخ يعلّم مريديه أن العلم بلا ذوق يبقى قاصرًا، فالذي يريد أن يفهم معنى العسل لا يكفي أن يقرأ عن طعمه بل يجب أن يتذوقه.
نقل المريد من التردد إلى الثبات
الكثير من الناس يعيشون بين الشك واليقين، خاصة عند مواجهة الابتلاءات. دور الشيخ هنا هو إيصال المريد إلى مستوى من الثبات يجعل يقينه لا يتزعزع حتى في أقسى الظروف.
   مثال تطبيقي:
عندما يمر المُريد بمحنة أو اختبار، قد يتزلزل إيمانه أو يدخل في الحيرة، فيأتي دور الشيخ ليوجهه ويعطيه تمارين روحية تساعده على تثبيت يقينه مثل كثرة الذكر، والخلوة، ومحاسبة النفس.
  》》ما قاله الشيخ سيدي محمد وفا ليس مجرد كلام نظري، بل هو قاعدة ذهبية لفهم كيف يصل الإنسان إلى اليقين الحق، بعيدًا عن العادات السطحية و المعارف المحدودة.
وهذا اليقين ليس ترفًا فكريًا، بل هو ضرورة حياتية، فمن يملكه يعيش بطمأنينة مهما تغيرت الظروف.
أما شيخ التربية، فهو الدليل العملي الذي يأخذ بيد المريدين والناس عمومًا من دائرة الوهم إلى فضاء اليقين، ومن الشك إلى المعرفة العميقة التي لا تتأثر بالمظاهر الزائلة.



الثلاثاء، 14 يناير 2025

#اشرح_ياعارف | الحلقة الأولى ●● للشيخ القطب سيدي محمد وفا من كتابه [شعائر العرفان في ألواح الكتمان]

 #اشرح_ياعارف | الحلقة الأولى

 ●● النص الذي بين أيدينا للشيخ القطب سيدي محمد وفا من كتابه [شعائر العرفان في ألواح الكتمان]

 


   ■■ الشرح :

---

 ●تحليل النص 

1. من أعدم الخلق بالحقيقة شهدهم عين الحق :

- العبارة : تشير إلى أن الإنسان إذا أدرك الحقيقة الإلهية بشكل مطلق، سيختفي عنده تصوره للخلق بوصفه كيانًا مستقلًا. رؤية "عين الحق" تعني الشهادة المباشرة لله عز وجل من غير حجُب هوى أو نفس، التي تلغي وهم وجود الخلق كوجود منفصل.

- المعنى: الخلق هنا ليس نفيًا لوجود المخلوقات، بل هو إنكار لاستقلالية وجودها. فالخلق ليس إلا مظاهر و تجليات لله، وهذا الفهم ينقلنا حيث لا وجود إلا لله.

 2. و من نصّب الخلق دليلًا أرشده إلى توهم المدلول 

-  العبارة : من يعتمد على الخلق فقط كدليل للوصول إلى الله (الخالق)، قد يقع في التوهم، لأن الخلق ليس هو المدلول النهائي. المدلول النهائي هو الله.

-  المعنى : الخلق يمكن أن يكون دليلًا، لكنه ليس الحقيقة الكاملة. الاعتماد على المخلوقات فقط دون تجاوزها لفهم الله يجعل الإنسان يتوهم.

 3. و قال: الحق لا يدل على غيره، و الخلق لا يدل على مثله 

-  العبارة : الله (الحق) يشير إلى ذاته و لا يمكن أن يدل على شيء خارج عنه. أما الخلق، فلا يمكن أن يعبر عن الله بشكل كامل أو يعكس ذاته الإلهية.

-  المعنى : هذه العبارة تؤكد الفرق بين الخالق و المخلوق. الله  لا مثيل له، بينما الخلق المادي محدود و لا يمكن أن يكون مرآة كافية لصفاته الكاملة.

 4. فمن توهم مدلوله بالغيرة تلف في محض الحيرة 

-  العبارة : الشخص الذي يتوهم أن الله يمكن فهمه أو إدراكه من خلال الخلق أو الغيرية، سيقع في حيرة مطلقة.

-  المعنى : الغيرية تعني التفكير في الله كشيء منفصل أو مختلف عن الخلق. هذا يؤدي إلى الحيرة و الضياع، لأن إدراك الله يحتاج إلى تجاوز الثنائية بين الخلق والخالق.

---

 ●التطبيق السلوكي و الفكري 

 1. توحيد النظرة بين الخلق والخالق

- تطبيق هذه الأفكار يبدأ من إدراك أن كل شيء في الكون ليس سوى انعكاس لله. الخلق هو مظهر من مظاهر الله، وليس كيانًا منفصلًا. 

-  مثال : عندما ترى جمال الطبيعة أو جمال الإنسان، يجب أن تدرك أن هذا الجمال هو تجلٍّ للجمال الإلهي.

 2. التخلي عن الاعتماد المفرط على الوسائط

- نص سيدي محمد وفا هنا  يحذر من الاعتماد الكلي على الخلق كوسيلة لفهم الخالق. الخلق يشير إلى الله لكنه ليس نهاية الطريق. يجب أن تبحث عن التجربة المباشرة مع الله من خلال العبادة والتأمل.

-  مثال عملي : لا تكتف بتقدير عظمة الكون، بل حاول الوصول إلى تجربة التأمل التي تجعل قلبك متصلًا مباشرة بالله.

 3. تجاوز الحيرة بالتسليم

- الحيرة تنشأ عندما يحاول الإنسان أن يفهم الله بالعقل وحده، أو يصر على تصور الخالق كشيء منفصل عن الخلق. الحل هنا هو التسليم بأن الله يتجاوز حدود الفهم البشري. وهذا منوط بأن تتحرى السلوك و إلا بقيتَ في الجذب المؤدي للحيرة السلبية .

-  مثال عملي : في أوقات الحيرة أو الشك، مارس ذكر الله كما تلقنته عن شيخك و أيقن أن الله لا يدرك بالعقل، بل بالقلب والوجدان.

 4. التجلي في السلوك

- إذا أدرك الإنسان أن الخلق هو انعكاس لله، فهذا يعني أن التعامل مع الآخرين يجب أن يكون برؤية إلهية. هذا يشمل الرحمة، والتسامح، والاحترام.

-  مثال عملي : عندما تتعامل مع الآخرين، انظر إليهم كتجليات لله، وتجنب الإساءة إليهم.

---

  ●● خلاصة:

نص الشيخ رضي الله عنه هنا يدعونا إلى تجاوز النظرة السطحية التي تفصل بين الخالق والخلق، للوصول إلى فهم عميق بأن الله هو الحق المبين الذي يظهر في كل شيء ، هذا الفهم يُلزمنا بتغيير طريقة حياتنا لتصبح أكثر وعيًا و تجردًا عن الأوهام، من خلال العبادة الحقيقية، و التأمل، والسلوك في مقامات الإحسان .

    》》 هذا النص  لشيخنا رضي الله عنه يضعنا أمام حقيقة عميقة: لا يمكن الوصول إلى الله بالاعتماد على الحواس أو التصورات، بل بالوعي و السلوك بمقام الإحسان أين يدرك وَحدة الوجود  والشهود معًا ؛ و يتجاوز كل الحواجز الوهمية التي تفصل بين الحق والخلق كالبرمجة الإعلامية و غيرها .

منشورات مميزة

❞ #كتاب | العبادلة للشيخ الأكبر _ طبعة جديدة ❝

 ❞ #كتاب | العبادلة للشيخ الأكبر _ طبعة جديدة ❝    ب̲س̲م̲ آ̲ل̲ل̲ہ̲ آ̲ل̲ر̲ح̲م̲ن̲ آ̲ل̲ر̲ح̲ي̲م̲ #جديد 🆕 #التوحيد_والسُّلوڪ ☪️ ❞ #كتاب | ال...