[الأنبياء عيهم السلام إخوة لأنهم أبناء جسمانية بالتكوين ، و هو ﷺ أبو روحانيتهم بالتحقيق و التعريف المتولد عن كشفه و بيانه في قوابل المستفيدين .
و طبت طوابا كل قلب موطأ *** عن الريب و الإبراء برا مبرأ
لإلهام وحي الروح مني مهيَّأٌ *** فأبناء روحي كل روح منبأ
ذهبت بروح الله في كل مذهب *** و حققت إمكاني بتمكين موجبي
أي : ظهرت مكنة من وجبت به في مرتبته إمكاني فكنت لذا إمكاني المرتبة وجوبي المكنة و تمثلت بالرحمن في كل طيّب ، أي في كل قبول خالص من تحكمات الأغيار تمثلت روحي المفيدة بما أفادته من المرتبة الرحمانية في القبول المستفيد .
و لأن سيدنا محمد ﷺ أفاد ظاهرَ سيدنا آدم عليه السلام و خلْقَه ، و سيدُنا آدم عليه السلام أفاد باطنَ سيدنا محمد ﷺ و حَقَّه ، فهو ﷺ ابن صورته و أب معناه ؛ و تحقيق هذا يظهر لك أيضا من اعتبار العلة الغائية ؛ فإنها المفيدة لوجود حقيقة المعلول ، و ذلك المعلول مفيد لظهور صورة مرتبتها ، قكل منها علة للآخر فتراخيا في الإفادة . و تحقيق هذا منه حق الآخرة : ( إنما المؤمنون إخوة ) ، و قال ﷺ : " المؤمن مرآة أخيه " ، فافهم .]
الشيخ سيدي علي وفا